هجمات في إسيكويبو تؤجج النزاع بين غويانا وفنزويلا

هجمات في إسيكويبو تؤجج النزاع بين غويانا وفنزويلا
منطقة حدودية في غويانا

استنكرت حكومة غويانا ما وصفته بـ"هجمات مسلحة" نفّذها رجال مجهولون يرتدون ملابس مدنية ضد جنودها أثناء دوريات على نهر كويوني في منطقة إسيكويبو الغنية بالنفط، والتي تشهد منذ عقود نزاعًا حدوديًا محتدمًا مع فنزويلا. 

وأكدت قوات الدفاع الغويانية، في بيان رسمي، أن الهجمات وقعت في ثلاث مناسبات منفصلة خلال الأيام الأخيرة، لكنها شددت على أن ردها كان "مدروسًا" ولم يسفر عن إصابات في صفوف الجنود، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.

وأعلنت وزارة الخارجية في غويانا أنها بعثت بمذكرة دبلوماسية إلى الحكومة الفنزويلية تدين فيها "الاعتداءات العدوانية"، وطالبت بإجراء تحقيق عاجل لكشف الجناة ومحاسبتهم. 

وأضافت غويانا أنها ستواصل تعزيز وجودها الأمني على امتداد الحدود المشتركة، متعهدة بالتصدي لأي انتهاك "من شأنه تهديد سيادتها أو أمنها الإقليمي".

نزاع تاريخي يتجدد

يمتد النزاع حول إسيكويبو منذ القرن التاسع عشر، إذ تُصر غويانا على أن هيئة التحكيم الدولية في باريس عام 1899 حددت الحدود بشكل نهائي، ما يمنحها السيادة على المنطقة، التي تُشكّل نحو ثلثي مساحة الدولة، ويعيش فيها قرابة 125 ألف نسمة من أصل السكان البالغ عددهم 800 ألف. 

وفي المقابل، تتمسك فنزويلا بأن نهر إسيكويبو يشكل الحدود الطبيعية منذ عام 1777، وتعتبر أن الأراضي الواقعة شرقه سُلبت منها بموجب اتفاقيات استعمارية غير عادلة.

وبدأ التوتر بالتصاعد مجددًا عام 2015، حين اكتشفت شركة إكسون موبيل الأميركية كميات ضخمة من النفط الخام قبالة سواحل إسيكويبو. 

وفي عام 2023، وصلت الأزمة إلى ذروتها حين عرضت حكومة غويانا بعض تلك الحقول النفطية للبيع في مزادات دولية، وهو ما اعتبرته فنزويلا استفزازًا مباشرًا. 

وردت كراكاس حينها بإجراء استفتاء شعبي أكدت فيه سيادتها على المنطقة، ولوّحت بضمّها رسميًا لتصبح الولاية الرابعة والعشرين في الاتحاد الفنزويلي.

انتخابات رغم التحذيرات الأممية

في خطوة جديدة تهدد بتأجيج الوضع، أعلنت فنزويلا نيتها تنظيم انتخابات حكّام محليين في إسيكويبو بتاريخ 25 مايو 2025، رغم أن محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة أصدرت قرارًا سابقًا يحظر إجراء أي تصويت أو نشاط رسمي في المنطقة المتنازع عليها. 

وتجاهلت فنزويلا القرار، مؤكدة مُضيَّها قدمًا في إجراءات الدمج السياسي والإداري للمنطقة.

ويثير هذا التصعيد العسكري والدبلوماسي قلقًا بالغًا في أوساط المراقبين الدوليين، خاصة أن التوتر يقع في منطقة غنية بالموارد وتتمتع بأهمية استراتيجية كبرى في شمال أميركا الجنوبية. 

وتخشى منظمات إقليمية من تحوّل التوتر الحدودي إلى نزاع مسلح مفتوح، في ظل غياب حلول دبلوماسية فعالة وفشل المبادرات السابقة في إنهاء النزاع سلمياً.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية